الرئيسة/تقارير إخبارية

الخطوات العملية لـ "فلسطينيو الخارج" تشعل روحًا جديدة للعمل النضالي

عمان - فلسطين نت / خاص
اعتُبر مؤتمر "فلسطينيو الخارج" نقطة تحول في مسيرة الشعب الفلسطيني، حيث عقد بتاريخ 25/2 الماضي، وقال مراقبون إنه لن يكون مجرد مؤتمر وستتبعه خطوات عملية، وهذا ما ترجم على أرض الواقع خلال الأيام الماضية.

حيث عقدت عدة اجتماعات الأسبوع الماضي للأمانة العامة للمؤتمر الشعبي في بيروت، وخرجت بعدة قرارات لتفعيل عملها.

وقال الأمين العام للمؤتمر، منير شفيق، إن الأمانة العامة قررت تشكيل اللجان التنفيذية التابعة للمؤتمر في مختلف التخصصات، وأن أبرزها هي: شؤون اللاجئين والعودة، وتعزيز الهوية والثقافة الوطنية، والتنمية الاقتصادية، ودعم المقاطعة، واللجنة القانونية، والإعلامية، والقدس ودعم صمود الداخل، وغيرها من اللجان.

وللاطلاع أكثر على حيثيات هذه الخطوات ومخططات المؤتمر المستقبلية، التقى مراسل "فلسطين نت" مع الناشطة علا عابد من الأردن، وهي رئيسة مركز راجع للعمل الوطني، وأحد المشاركين في اجتماع بيروت الأخير.

حيث أوضحت عابد لمراسلنا أن اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج، عقد في بيروت بعد ستة أسابيع من المؤتمر الشعبي الذي عقد في اسطنبول؛ وذلك "لإتاحة الوقت الكافي لإجراء التحضيرات اللازمة لإعداد النظام الداخلي للمؤتمر، وبناء الهياكل الإدارية وتحديد أدوار كل منها، وطريقة العمل والمحددات السياسية وغيرها من النقاط الباقية"، واعتبرت أن ذلك كله يعد مرحلة تأسيس لبناء أجهزة ومؤسسات ولجان اختصاص، حتى يقوم المؤتمر بواجبه تجاه قضيته وشعبه وفق البيان الختامي.

وأضافت أن الهيئة التأسيسية للمؤتمر رشحت أعضاء للأمانة العامة للمؤتمر لمدة عام؛ للإشراف على مرحلة التأسيس بكل ما يلزمها من خطوات تضمن نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه، وأن اجتماع بيروت هو أول اجتماعات الأمانة العامة، موضحة أن "الأمانة العامة هي هيئة وسيطة بين الهيئة التأسيسية أو العامة وبين كافة مؤسسات ولجان المؤتمر التي يجري العمل لبنائها".

دحض الاتهامات
وفي إجابتها عن سؤال مراسلنا حول تعرض المؤتمر للهجوم من قبل السلطة، واتهامه بأنه يمثل تيارًا سياسيًا معينا، قالت عابد: "الحقيقة التي لم يستطع أي معارض للمؤتمر إخفاءها هو هذا التنوع الكبير فيمن حضروا المؤتمر، لقد سعت جهات كثيرة للتشويش والضغط وسوق الاتهامات لمنع المؤتمر من تحقيق أهدافه بجمع كافة أطياف الفلسطينيين في الخارج لخدمة قضيتهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية أو الجغرافية".

واستدركت بالقول: "ربما نجحت هذه الجهات في التأثير على بعض الأشخاص هنا أو هناك ممن أبدوا أسفهم بعد ذلك، حين رأوا هذا الاجتماع الفلسطيني التاريخي الذي أستطيع القول إنه لم يعقد مثله منذ نكبة فلسطين من حيث النوع والكم والتوجه"، وتضيف عابد "سابقًا اقتصر العمل السياسي والنضالي للقضية في الرسميات العربية ولم يسبق له أن فعّل الجماهير وأبناء الشعب إلا من خلال استخدامهم بالعمل دون أن يشركهم في صنع التوجه والسياسات وإدارة الفعل النضالي السلمي خارج وطنهم".

واعتبرت أن السلطة وبعض المنظمات أخطأت في مهاجمة المؤتمر، مضيفة "بلغ إسفافهم في استعمال بعض السوقة والجهلاء والموتورين، إضافة لاستعمال أساليب التشويه الإعلامي وبث إشاعات غير صحيحة"، وأشارت عابد إلى عدة حقائق حول المؤتمر، أولها أنه "حاول التنسيق مع منظمة التحرير وتم التواصل مع تيسير خالد، مدير ما يسمى دائرة المغتربين (الاجئين) في المنظمة، وعبر سفير السلطة في اسطنبول، إلا أنهم لم يحضروا".

"لقد عقد المؤتمر بهدف واضح ومحدد وهو تأطير طاقات فلسطينيي الخارج، والذين تزيد أعدادهم عن 7 ملايين لخدمة قضيتهم، عاش هؤلاء عقودًا طويلة من التهميش والتجاهل ومن حقهم العمل لخدمة قضيتهم وفق ظروف كل بلد منهم"، وفقًا لعابد.

وتضيف كذلك "لقد حضر المؤتمر ما يزيد عن ستة آلاف فلسطيني من خمسين دولة في أرجاء العالم، وأنا أؤمن أنه مؤتمر لم يعقد مثله في التاريخ الفلسطيني منذ النكبة وربما ما قبلها من حيث التنوع الجغرافي للمشاركين والتوجهات السياسية العالية التي خرجوا بها، ومن حيث إشراك  جماهير شعبنا والسعي لبناء مؤسسات تؤطر فيها طاقاتها للنضال الشعبي السلمي في أرجاء العالم لخدمة قضيتهم حتى تحريرها بإذن الله".

مؤتمرٌ جامع
وأضافت عابد لمراسلنا، أن المؤتمر قادر على استيعاب قدرات الفلسطينين من شتى التوجهات الدينية أو السياسية أو المناطقية لأسباب عملية كثيرة، منها "أنه يضم خيرة أبناء الشعب الفلسطيني ممن يتميزون بالانفتاح والتعاون، وخبروا أساليب التنسيق والائتلاف، ومؤمنون بروح العمل الجماعي، إضافة إلى وطنيتهم وإخلاصهم لخدمة قضيتهم ووطنهم وشعبهم".

ومن الأسباب التي ذكرتها عابد أن "المؤتمر يعمل في مساحات مشتركة واسعة بين كافة الأطياف، وهي الفعل النضالي السلمي خارج الأرض المحتلة وفي الساحات الدولية، وهي في معظمها ساحات يجمع الفلسطينيون على إجراءاتها وفق الثوابت الفلسطينية إلا ما خالفها من الرسمية المرتبطة بواقع الاحتلال والضغوط الدولية عليها".

وتضيف "اتفق المؤتمر والحاضرون على أسس سياسية جامعة وفق الثوابت الوطنية، حددت مسار المؤتمر، وبالتالي فإنه قادر على تجميع طاقات الفلسطينيين جميعًا في أطر فاعلة وقادرة على التأثير والفعل".

وجوابًا على سؤال حول نشاطات المؤتمر المستقبلية، قالت عابد: "وضعت الأمانة العامة في اجتماعها في بيروت الآليات العملية لتنفيذ البيان الختامي لمؤتمر فلسطينيي الخارج، وتم تشكيل لجان تنفيذية انبثقت من روح المؤتمر، وأهم هذه اللجان لجنة حق العودة واللاجئين والتنمية الاقتصادية ولجان اختصاصية أخرى، وسيتم إطلاق بعض المبادرات التي تم  التوصية بها في المؤتمر مثل مبادرة رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج، ومبادرة  شبابية".
 
وأكدت عابد على أن الفلسطينيين سيشهدون "تغيرًا وروحًا جديدة للعمل النضالي تفرحهم وتغير من الواقع الأليم الذي تقصد جهات دولية عديدة وضعهم به".

وفي نهاية اللقاء، وجهت عابد حديثها لأبناء الشعب الفلسطيني، بأن "المؤتمر يمثل فرصة حقيقية لصهر وتأطير طاقاتهم وإبداعاتهم لخدمة القضية والوطن ومسيرة التحرير".
 
واعتبرت أنه لأول مرة في تاريخ الصراع يفتح المجال أمام الجماهير الشعبية للمشاركة بالفعل النضالي بهذا المستوى الشامل والواسع وعلى قاعدة الثوابت الفلسطينية الجامعة، وأهمها تحرير كامل الأرض وحق العودة وتأسيس دولتنا وعاصمتها القدس.

ودعت عابد للانتساب إلى المؤتمر، موضحة أنه قد فتح باب الانتساب لكل أبناء شعبنا في الخارج؛ "فأبوابه  مفتوحة لكل الفلسطينيين بكل توجهاتهم للعمل، وسيقوم بزيارتهم في كل مناطق تواجدهم بإذن الله".

متعلقات


آخر الأخبار

جميع الحقوق محفوظة ©2017 فلسطين.نت