الرئيسة/تقارير إخبارية

الأسواق الفلسطينية.. تقسيط مع زيادة، إقبال كبير يقلص طموح الشباب

الخليل - فلسطين نت
تنتشر آلاف المؤسسات التجارية في الضفة المحتلة وقطاع غزة، والتي تبيعُ بنظام التقسيط، وتنفذ مئات العمليات شهريًا، من بيعٍ لجميع الأجهزة الكهربائية والمنزلية والأثاث والسيارات، ومستلزمات المنازل من حجر بناء وإسمنت وحديد، وغيرها العديد، بحيث يرتفع السعر عن ذاك الأصلي بنسبٍ معينة قد تصل إلى النصف بل أكثر في كثير من الأحيان.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار الجنونية، مقابل زيادة المدة، إلا أن الشباب الفلسطيني يقبل بجنون ليس أقل من الأسعار، معتقدًا أنه يحصل على البضاعة بسرعة، أو يبيعها ويحصل على المال من أجل أن يتخلص من ضائقة مالية أو للترفيه في بعض الأحيان.

انتشارٌ واسعٌ وإقبالٌ كبير
إبراهيم الخضور شابٌ في منتصف العشرينيات من عمره، مقبلٌ على الزواج، ويعمل في الداخل المحتل في مجال البلاط الأرضي، وفي حديث له مع مراسل "فلسطين نت"، أشار إلى أن الأوضاع الصعبة التي يمر بها وغيره الكثير من الشباب، هي التي تدفعهم إلى اللجوء لشراء مستلزمات الحياة سواء على صعيد الزواج أو بناء المنزل وتأثيثه.

وعلى نفس السياق، وفي لقاء لمراسلنا مع جهاد حريزات، وهو تاجر في مدينة يطا، والذي نوه إلى أن الشباب أنفسهم من "يرغموه على زيادة نسبة الربح؛ وذلك بعد أن يطلب الشاب الشراء بنظام التقسيط"، حسب وصفه.

وأضاف حريزات: "عندما أعمل برنامجًا معينًا للزبون للتقسيط فأنا بالأصل أحتاج للمبلغ، سواء رأس مال البضاعة المشتراة، أو مربحي من عملية البيع هذه لتطوير محلي، ولكن مع وجود عملية التقسيط هذه فأنا أرفع عليه سعرها مع قبول المشتري بالأمر، وذلك بدل الانتظار مدة التقسيط".

ويقول مازن عواد (27 عامًا) لمراسلنا، إنه حصل على الأجهزة المنزلية عبر التقسيط مع ارتفاع السّعر بقرابة 12%، منوهًا أنه يحصل على راتبه بشكلٍ متقطع، وفي حال عدم انتظام الراتب "فسيتورّط"، لأنّه وقّع على العديد من "الكمبيالات" المرتبطة بموعدٍ معين بالسداد.

ويبيّن في حديثه أنه أقدم على هذه الخطوة، من أجل إسعاد نفسه وزوجته، بعد سنواتٍ طولٍ من انتظار هذه اللحظة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وعائلته.
 
رأي الشرع
وفي اتصال هاتفي لمراسنا مع فضيلة الشيخ محمد ماهر شوكت مسودة، مفتي محافظة الخليل، والذي أجاز عمليات التقسيط التي يعكفُ عليها كثيرٌ من الشباب الفلسطيني، وتقدمها آلاف المحال والمؤسسات التجارية، قائلًا: "الزيادة في السعر مع تمديد الأجل جائز".

وأكد أن عملية "التورق" من أجل المصلحة الضرورية، منوهًا أن الحاجة التي لا غنى عنها هي التي تدفع الشخص لفعلها، مشدًدا أن التورق من أجل الترفيه والإسراف في الملذات قد يصل إلى الحرام.

ويبقى حال الكثير من الشباب الفلسطيني، بين توهج الأوضاع الصعبة ونار التقسيط الطويلة.

متعلقات


آخر الأخبار

جميع الحقوق محفوظة ©2017 فلسطين.نت