الرئيسة/المحور الشرعي

بين "النِّعمة" و"النَّعمة" في القرآن

بقلم: د. صلاح الخالدي
1- هما كلمتان قرآنيتان، الفرق الظاهري بينهما في الحركة،
فالنون في الأولى مكسورة، وفي الثانية مفتوحة، فلماذا؟ وما هو الفرق بينهما في المعنى؟
2- الفرق الاشتقاقي بينهما:
"نِعمة" بكسر النون: ايم هيئة، على وزن (فِعلة)، ويدل على الحالة الدائمة التي لا تفارق صاحبها .
"نَعمة" بفتح النون: فهي اسم مرة، على وزن (فَعلة)، ويدل على وقوع النعمة مرو واحدة .
3- وردت "نِعمة" في مرات عديدة في القرآن، كما في قوله تعالى: " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " [إبراهيم 34]، أُضيفت النعمة إلى الله، وهي اسم جنس ينطبق على جميع النعم الثابتة الدائمة التي لا تحصى، وهذه النعم التي لا تحصى من الله، قال تعالى: " وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله " [النحل 53] .
4- أما اسم المرة "نَعمة" فلم يرد إلا مرتين في القرآن:
الأولى في قوله تعالى: " كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ " [الدخان 25-27]، لما هلك فرعون وجنوده صارت كل النعم نعمة واحدة زائلة .
الثانية في قوله تعالى: " وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ " [المزمل 11]، عندما يعذب الكفار المترفون في النار تصير كل النعم التي تنعموا بها في الدنيا والتي لا تحصى نعمة واحدة زائلة .
فالفرق في الحركة بين الفتحة والكسرة أشار إلى الفرق الشاسع بينهما .

متعلقات


آخر الأخبار

جميع الحقوق محفوظة ©2017 فلسطين.نت